قال تعالى: ((وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط)) سورة هود
أهل مدين قبيلة تنتسب إلى مدين بن إبراهيم (عليه السلام) وقد سكنوا في شمال بلاد الحجاز من الجزيرة العربية،، وكانوا يعيشون في رزق وفير بسبب تعاملهم في التجارة مع القوافل التي كانت ترتحل باستمرار ما بين الجزيرة العربية والشام. وكانوا ينقصون الكيل والميزان، ويعتدون على أموال الناس، وقد تركوا الدين الذي توارثوه عن إبراهيم عليه السلام وكفروا بالله وعبدوا الأصنام وانتشر فيهم الفساد. فأرسل الله تعالى شعيبا (عليه السلام) إلى أهل مدين فدعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده ونبذ ما يعبدون من دونه. ودعاهم إلى عدم إنقاص الكيل والميزان وإلى نبذ الظلم وترك الفساد، وذكرهم بأنعم الله عليهم من الغنى بعد الفقر، والكثرة بعد القلة، والقوة بعد الضعف
فما كان من أهل مدين إلا الاستهزاء بشعيب عليه السلام ودعوته لهم، وهددوه وتوعدوه بأن يخرجوه والذين آمنوا معه من القرية إن لم يعودوا إلى ملتهم، وقد أصروا على الكفر والظلم والفساد على الرغم من كثرة إلحاح شعيب عليهم بمختلف الأساليب من المواعظ والتحذيرات. يئس شعيب -عليه السلام- من إيمان أهل مدين فطلب من الله تعالى أن ينصره عليهم ويعاقبهم. قال تعالى: ((ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين)) سورة هود
لقد سلط الله عليهم حرا شديدا، وأرسل لهم سحابة فاستظلوا جميعا بها من وهج الشمس، وهذا ما عرف بيوم الظلة، فأمطرت عليهم نارا، وجاءتهم الصيحة فزلزلت الأرض بهم فجثوا على ركبهم وماتوا على هذه الحالة جميعا بعد أن نجى الله شعيبا والذين آمنوا معه