كلمتني عند السحر
كان الفجر قد تعب حينها و انتهى وقت السمر
تصارحنا ...
تعاتبنا ...
تزاعلنا ...
تصالحنا ...
و قبل النهاية ضحكنا معاً و غنينا ...
انتظرتها حتى نامت بسلام
و اتخذت قراري النهائي بغزو القمر
بعيداً عن كوكب الأرض و شرور البشر
لأبدأ حياتي معها من هناك
حيث لا أحد غيري و إياها
حيث لا مشاكل و لا متاعب و لا هموم
فقط ... كواكب و شموس و مجرات و نجوم
نجوم ملونة لامعة
كقلبها و روحها النقية الطاهرة الدافئة
هناك .... و على أعلى قمة جبل فوق القمر
سأبدأ بناء عشنا الصغير
و سأبني حوله كوخ حبنا الواسع الكبير
سأبنيه من أحلامنا الصغيرة
و أزينه بمشاعرنا الصادقة البريئة
و أكسوه بأمانينا الواسعة الجريئة
سأحيطه بأزهار الياسمين المضيئة
و بحدائق من النارنج و بيارات الليمون الدفيئة
ليصبح قصراً سحرياً يليق بمثلها
و عندما أنتهي سنطير معاً إليه
لنمضي باق عمرنا الأبدي فيه
سنسكن أول قصر بناه مخلوق على القمر
قصراً يشع ليلاً و يبهر كل من إليه نظر
سيسأل أهل الأرض عن سر ذلك الضوء الذي سينسيهم شمسهم
و يزرع فيهم فضولاً لم يعرفوه في حاضرهم و لا في غابر أمسهم
قد يغيرون اسم القمر ليضحي كوكب الأمل
سيمسي أملاً لكل عاشقين محبين
و أمنية لكل هائمين في دنيا الأرض تائهين
و لكن فليعذرني عشاق أرضكم
فالقمر قد أصبح لي و لها و كفى ...
إنه منذ اليوم كوكبها
سماؤها لها
و كذا أرضه ... ماؤه .... أشجاره .... حتى قدره بيدها
و أنا و القمر بتنا لها
كخاتم صغير في إصبعها
كطوق يتزين إن وضعته على رقبتها
كأسواره ذهبية تخجل من نعومة يدها
كمشبك يضيع و يغرق في شعرها
و لكن يكفيني والقمر أنّا معها
يكفينا أنّا ملك لها
يكفينا أنّا فقط لها