توج الإسباني رافاييل نادال المصنف ثانياً موسمه الرائع بالذهب الأولمبي بعد فوزه على التشيلي فرناندو غونزاليس 6-3 و7-6 و6-3 في المباراة النهائية لمسابقة فردي الرجال في كرة المضرب ضمن أولمبياد بكين 2008 وذلك تحت أنظار الملكة صوفيا والأمير فيليبي.
وكان الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثالثاً أحرز البرونزية اثر فوزه على الأميركي جيمس بلايك الخامس في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث، فيما كانت ذهبية الزوجي للسويسريين روجيه فيدرر وستانيسلاف فافرينكا بفوزهما على السويديين توماس يوهانسون وسيمون اسبيلين الذين حصلا على الفضية.
أما البرونزية فنالها الأميركيان بوب ومايك براين.
ووضع نادال (22 عاماً) الذي كان يخوض أول أولمبياد له في الفردي، بلاده على خارطة الألقاب الأولمبية في مسابقة كرة المضرب لأن إسبانيا لم تتوج في السابق بأية ذهبية إن كان في فردي الفئتين أو زوجي الفئتين،علماً بأن هذه الرياضة أدرجت في الألعاب الأولمبية الحديثة في العام 1988 في سيول بعد إن كانت في الألعاب القديمة حتى العام 1924 في باريس.
ولم يكن لهذه الذهبية أن تأتي في وقت أفضل بالنسبة للنجم الإسباني لأنه سيتربع الاثنين على عرش تصنيف رابطة اللاعبين المحترفين لأول مرة في مسيرته مستفيداً من تراجع أداء غريمه السويسري روجيه فيدرر الذي تصدر التصنيف منذ 2004.
واحترمت في بكين 2008 معايير النجومية والاستحقاق بفوز لاعب من عيار نادال لأنه لطالما حملت كرة المضرب معها المفاجآت في الألعاب الأولمبية وفرضت تقليداً بأن تكون الذهبية في أغلب الأحيان من نصيب لاعبين خارج نادي الكبار مثل التشيكوسلوفاكي السابق ميروسلاف ميسيير (سيول 1988) والسويسري مارك روسيه (برشلونة 1992) وأخيراً التشيلي نيكولاس ماسو (أثينا 2004).
وأضاف نادال الذي يتحضر للمشاركة في بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية بعد أيام معدودة، اللقب الأولمبي إلى خمسة ألقاب كبرى أخرى أحرزها في بطولتي رولان غاروس الفرنسية (أربع مرات) وويمبلدون.
كما رفع النجم الإسباني البالغ من العمر 22 عاماً، إلى 8 ألقاب هذا الموسم، منها رولان غاروس وويمبلدون، والى 31 في مسيرته التي انطلقت في العام 2001.
ولم يجد نادال صعوبة في حسم المجموعة الأولى بعدما كسر إرسال منافسه في الشوط الثاني وكان ذلك كافياً بالنسبة للإسباني لينهيها 6-3 في 37 دقيقة، لكنه عانى في المجموعة الثانية بعدما تحسن أداء منافسه فكان التعادل سيد الموقف 3-3 و5-5 ثم 6-5 لغونزاليس الذي حصل على فرصتين لحسم المجموعة لمصلحته على إرسال الإسباني، فأهدرهما ليعود ونادال ويعادل النتيجة بعد تبادل رائع، فلجأ اللاعبان إلى شوط فاصل حسمه نادال بسهولة 7-2 منهياً المجموعة في ساعة ودقيقتين.
وحصل نادال على فرصتين لتكرار سيناريو المجموعة الأولى في الثالثة وكسر إرسال غونزاليس في الشوط الثاني لكن الأخير عاد من بعيد وأنقذ نفسه قبل أن يعود ويخسر إرساله في الشوط الرابع ليتقدم نادال 3-1 ثم 4-1 وحصل على فرصتين للتقدم 5-1 على إرسال منافسه لكن الأخير لم يستسلم وحسم الشوط ثم حصل على فرصتين لكسر إرسال الإسباني في الشوط التالي إلا أنه لم يستغلهما ففرط بفرصة العودة ولو نسبياً إلى أجواء المواجهة التي حسمها نادال في حوالي ساعتين و20 دقيقة بعدما أنهى المجموعة 6-3.
وكسر نادال التعادل الذي كان يسيطر على مواجهاته مع غونزاليس محققاً فوزه الثالث على التوالي على التشيلي الذي كان يسعى للقبه الكبير الأول (10 ألقاب في مسيرته)، والرابع في 7 مباريات جمعت بين اللاعبين آخرها كان العام الماضي في ربع نهائي دورة هامبورغ للماسترز.
وأكد نادال هذا الموسم تخلصه من عقدة التواجد في ظل غريمه فيدرر الذي خرج من ربع نهائي الفردي على يد بلايك، حيث كان المصنف ثانياً لمدة 159 أسبوعاً متتالياً، في حين أن الأخير يتربع على عرش الكرة الصفراء منذ 236 أسبوعاً وهو انجاز لم يسبقه إليه أي لاعب في السابق.
وسيكون الاختبار المقبل لنادال متمثلاً ببطولة فلاشينغ ميدوز، أخر البطولات الأربع الكبرى، حيث يسعى للفوز بلقبها للمرة الأولى، لكن يجب عليه أن يتخطى فيدرر على الأرجح لأن الأخير توج بلقب هذه البطولة في الأعوام الأربعة الأخيرة ويرى السويسري بهذه البطولة الأمل الأخير من أجل إنقاذ موسمه السيئ واسترداد شيئاً من اعتباره أمام نادال الذي فاز عليه في 4 مباريات نهائية هذا الموسم في دورتي مونتي كارلو وهامبورغ للماسترز وفي بطولتي رولان غاروس وويمبلدون مسجلاً فوزه الثاني عشر على السويسري في 18 مواجهة بينهما.
وينتظر نادال استحقاق "وطني" بعد الألعاب الأولمبية وهو كأس ديفيس إذ تأهلت إسبانيا مع الولايات المتحدة وروسيا والأرجنتين إلى الدور نصف النهائي على حساب ألمانيا وفرنسا وتشيكيا والسويد على التوالي.
وتلتقي إسبانيا مع الولايات المتحدة حاملة اللقب في مواجهة ثأرية بعد خسارتها أمامها 1-4 في ربع النهائي العام الماضي.